محاضرة ضمن مشروع تعليمي إلكتروني تقوم عليه جامعة مدينة دبلن الايرلندية ، كانت المحاضرة حول التسويق عبر محركات البحث ما لفت انتباه كاتب هذة المقالة هي قصة أوردها المحاضر عن شاب أمريكي حصل على الوظيفة التي يحلم بها عن طريق التسويق لنفسه إلكترونياً عبر محركات البحث,,,
"آلك برونستين Alec Brownstein".
كأي شاب ذكي يحمل مؤهل جيد كان“آلك” يحلم بالحصول على وظيفة في وكالة إعلانات مرموقة في مدينة نيويورك، ولمعرفة بمدى صعوبة الوصول لمتخذي القرار في تلك الوكالة نظراً لكثافة طلبات التوظيف التي تصلهم بشكل يومي، لم يتبع “آلك” الطرق التقليدية لتحقيق حلمه بل استخدم أداة متاحة للجميع ولكنه استخدمها بطريقة مختلفة. فقد قام “آلك” باستخدام "قوقل ادوورد google AdWords" وهي أداة تستخدم للإعلان على محرك البحث "قوقل" وتعتمد على اختيار كلمات رئيسية معينة هذه الخدمة ليست مجانية فكل كلمة لها سعر تحدده شركة "قوقل" ويتم خصم المبلغ مع كل ضغطة زر على الإعلان وتسمى هذه العملية الدفع لكل نقرة Pay per click. ولان "آلك" خبير في هذا المجال فقد استثمر مبلغ 6 دولار فقط ووضع أسماء المدراء الذين يرغب بالعمل معهم لأنه يعلم أن الناس وخاصة الأشخاص المعروفين عادة ما يبحثون في الانترنت بأسمائهم ليطلعوا على كل ما يكتب عنهم ، فما كان منه إلا أن وضع رسالة طريفة وقال فيها "من الممتع أن تبحث عن نفسك في "قوقل" كما أن توظيفي ممتع أيضاً" وبالفعل حصل ما توقعه فقد أجرى جميع المدراء اللذين اختارهم عمليات بحث باستخدام أسماءهم في "قوقل" وظهر لهم الإعلان الذي يحوي رابط للموقع الخاص "بآلك" ويتضمن كل المعلومات الخاصة به ، فطلبوا مقابلته وخلال أسبوعين حصل على الوظيفة التي يحلم بها.بطريقة سهلة وطريفة !!!
وقد لا يكون "آلك" من أفضل المتقدمين لهذه الوظيفة ولكنه بذكائه عرف كيف يصل لهدفه باستخدام أداة متاحة للجميع وتستخدم بشكل كبير ، فالعالم كله يجري ملايين من عمليات البحث كل ثانية ما جعل محركات البحث تحتل مكانه مهمة في مجال التسويق الالكتروني.
وتشير الإحصائيات أن هناك ما يقارب 34ألف عملية بحث تتم على محرك البحث " قوقل" كل ثانية ونحو 3200عملية بحث على "الياهو" فيما تجري 927 علمية بحث على محرك البحث "بينق" كل ثانية كذلك، أي ما مجموعة نحو 81 ألف عملية بحث على ثلاثة فقط من محركات البحث المنتشرة في فضاء الانترنت. هذه الأرقام المرتفعة نسبياً تعطينا مؤشر على مدى أهمية محركات البحث في التسويق الالكتروني ، فلا يكفي أن تكون متواجداً على الانترنتفقط بل عليك أن تسعى لان تكون في أعلى قائمة البحث لتصل لأكبر عدد ممكن من مستخدمي الانترنت، وتشير إحصائيات "قوقل" إلى أن 87 في المائة من مستخدمي الانترنت لا يتجاوزون الصفحة الأولى في البحث ، فيما تشير إحصائية أخرى إلى أن 70 في المائة من المستخدمين يضغطون على الرابط الأول في قائمة البحث.
يمتاز الإعلان في محركات البحث عن الإعلانات الورقية والإعلانات التلفزيونية بعدة مزايا منها إمكانية التحكم بالإعلان وتغييره متى ما دعت الحاجة إلبه، إضافة لتوفر أدوات تعطيك تقييم دقيق لحملتك الإعلانية ومدى نجاحها ، ومن الميزات المهمة كذلك إمكانية التحكم بالنفقات فيمكنك إن تختار الأوقات التي يظهر فيها إعلانك بحيث تزيد من ظهوره وقت الذروة وتقلل من ظهوره أو توقفه في أوقات الركود مثل أوقات الإجازات وما شابه. أما ابرز ميزه لإعلانات على محركات البحث أنها تمنح المنشئات الصغيرة والمتوسطة نفس القوة التي تملكها المنشئات الكبيرة وهذا ما لا يمكن الحصول عليه في إعلانات التلفزيون أو الإعلانات الورقية التي تضع المنشئات الصغيرة والمتوسطة خارج المنافسة لتكاليفها الباهظة؛ بينما باستخدام الإعلانات الالكترونية وبإتباع إرشادات معينة في تصميم وبناء الموقع الالكتروني تتمكن أي منشئة من تحسين ظهورها على محركات البحث.
ولكن قبل الشروع في عمل أي حملة إعلانية أو تحسين الظهور في محركات البحث لابد من أن نتأكد من جدوى التواجد على محركات البحث وهل هي مفيدة لتسويق لأعمالنا أم لا، ولمعرفة ذلك هناك عدد من الأسئلة لابد أن نجاوب عليها قبل البدء بالحملة الإعلانية الالكترونية أولا هل يبحث الناس عن منتجي أو الخدمة التي أنا أقدمها على الانترنت وثانيا هل المنافسين الذين يعملون في نفس مجالي متواجدين على محركات البحث؛ إذا كانت الإجابة على هذين السؤالين بنعم فلا بد من أن نستثمر المال والجهد في تحسين ظهور موقعك الالكتروني على محركات البحث في اقرب وقت.
